في خضم تصاعد الحرب بين اوكرانيا وروسيا، اعلنت العديد من الشركات السنمائية و شركات الإنتاج عن بعض القرارات الصارمة إتجاه الأعمال المُفترض عرضها في روسيا، كنوع من المساندة للحكومة الاوكرانية خلال حربها الحالية، و الغرض منها عزل روسيا مِحوريا بضرب إقتصادها، وبالتالي عزلها المباشر عن باقي الاقتصاد العالمي.

خلال الايام السابقة، دعت أكاديمية السينما الأوكرانية إلى مقاطعة السينما الروسية دوليًا في ظل الغزو. وجاءهم الرد بعدما إحتشد الغرب لمعاقبة القطاعات المالية والاقتصادية الروسية وكذلك المجالات الثقافية والرياضية، منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بـ “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
ذكرت صحيفة هوليوود ريبورتر أن مديري الاستوديو التنفيذيين يتصارعون حاليًا مع كيفية المضي قدمًا في روسيا، حيث صرح أحد التنفيذيين: “إذا أرادت الولايات المتحدة وحلفاؤها عزل روسيا عن بقية العالم، فكيف سنمضي قدمًا ونطلق أفلامنا هناك؟
تعليق عروض الأفلام في دور السينما الروسية
حققت استوديوهات الأفلام الكبرى نجاحًا هائلاً منذ دخولها إلى روسيا في عام 2006. و اعتبارًا من عام 2021 ، استحوذت روسيا على 601 مليون دولار في شباك التذاكر، أو ما يقرب من 2.8٪ من مبيعات التذاكر العالمية.
أوقفت جُل الشركات الكبرى (وارنر بروس، ديزني، سوني) عرض الأفلام في دور السينما الروسية بعد طلب اكاديمية السينما الاوكرانية، و من المرجح أن إصدارات الأفلام الرئيسية The Batman و Turning Red و Morbius لن تمضي قدمًا كما هو مقرر في البلاد.
كان من المقرر إطلاق فيلم Warner Bros الشهير The Batman في روسيا يوم الجمعة. وقال متحدث باسم الشركة: “في ضوء الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، أوقفت شركة WarnerMedia إصدار فيلمها الطويل”باتمان” في روسيا”.
وفي الوقت نفسه، أجلت ديزني الإصدار الروسي لفيلم الرسوم المتحركة من شركة بيكسار، Turning Red. و صرحت : “نظرا للغزو غير المبرر لأوكرانيا والأزمة الإنسانية المأساوية، فإننا نوقف العرض المسرحي للأفلام في روسيا”.
وأضافت الشركة الترفيهية العملاقة أنها ستعمل مع المنظمات غير الحكومية لتقديم مساعدات عاجلة ومساعدات إنسانية أخرى للاجئين. بالإضافة إلى ذلك أوقفت شركة Sony أيضًا إصدار Morbius من Marvel في البلاد. وقال متحدث باسم الشركة لبي بي سي: “بالنظر إلى العمل العسكري الجاري في أوكرانيا وما نتج عنه من أزمة إنسانية في تلك المنطقة، فسوف نوقف عروضنا المخطط لها في روسيا”.
مصير المنصات الرقمية في روسيا
اعلنت Netflix بانها لن تمتثل للقواعد الروسية الجديدة لبث القنوات المدعومة من الدولة. و أوضح متحدث باسم Netflix: “نظرًا للوضع الحالي، ليس لدينا أي خطط لإضافة هذه القنوات إلى خدمتنا”.
في حين تحركت منصات التكنولوجيا Twitter و Facebook أيضًا للحد من وجود وسائل الإعلام الروسية المدعومة من الدولة على منصاتها حيث تم اتهام هذه المنصات بنشر معلومات مضللة حول الغزو الروسي لأوكرانيا. و نشرت ميتا (التي تمتلك فيسبوك) بيانا إنها ستقيد الوصول في الاتحاد الأوروبي إلى وسائل الإعلام المملوكة للدولة RT و Sputnik. وقالت تويتر أيضًا إنها ستضيف تحذيرات إلى التغريدات التي يتم مشاركتها من روابط لوسائل إعلام روسية تابعة للدولة.
صرح رئيس وحدة سلامة الموقع في تويتر “يوئيل روث” إن المنصة شهدت أكثر من 45 ألف تغريدة يوميًا كانت تشارك روابط لهذه المنافذ الإعلامية. كما أعلنت غوغل أنها ستحظر قنوات يوتيوب المتصلة بالمذيعين الروس آر تي وسبوتنيك في جميع أنحاء أوروبا.
روسيا غير قابلة للاستثمار
تأتي هذه التحركات في الوقت الذي تحاول فيه العديد من الشركات إبعاد نفسها عن روسيا، ومن بين الإجراءات المتخذة، أعلنت شركتا النفط العملاقتان “شل” و “بريتيش بتروليوم” أنهما ستبيعان مصالحهما الروسية، ولن تمول شركة النفط الفرنسية توتال إنرجي مشروعات روسية جديدة.
قامت Visa و Mastercard بحظر العديد من المؤسسات المالية الروسية من شبكاتها لكي لا تعمل بطاقات الدفع الصادرة عن البنوك الروسية الخاضعة للعقوبات على Google Pay أو Apple Pay. كما حظرت كندا واردات النفط الخام الروسي و توقفت شركة تصنيع السيارات Jaguar Land Rover عمليات التسليم إلى روسيا مؤقتًا بسبب التحديات التجارية.
علقت شركتا النقل العملاقتان Maersk و MSC مؤقتًا شحن الحاويات من وإلى روسيا، باستثناء السلع الغذائية والطبية والإنسانية.
بدأ المستثمرون الكبار من جميع انحاء العالم أيضًا باتخاذ إجراءات، و قاموا إما بالتخلي عن الاستثمارات الروسية أو تعليق استثمارات جديدة. و اعلن أكبر صندوق معاشات تقاعد خاص في المملكة المتحدة، وهو نظام معاشات الجامعات البريطانية (USS) يوم الثلاثاء أنه يتطلع إلى بيع أصوله الروسية.
إلى هذه الساعة ليس هناك اي رغبة لأي شخص للتجارة مع روسيا في ظل هذه الظروف، وبالتالي من الصعب للغاية رؤية مستقبل الاستثمارات الروسية. وبالاعتماد على ما قاله رئيس الصندوق التنفيذي السيد بيلشر أن الحالة الأخلاقية كانت مقنعة إلى حد ما، أنه لا ينبغي للمرء أن يكون له أي علاقة بروسيا في البيئة الحالية.وقالت لوسي كوتس، مديرة الاستثمار في JM Finn أن روسيا غير قابلة للاستثمار المالي في الوقت الحاضر.