فرضت البلدان في جميع أنحاء العالم مجموعة من العقوبات الاقتصادية على روسيا بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، مستهدفة قطاعات المال والطاقة والصناعات العسكرية وكذلك الأحداث الرياضية و الفنية.
فيما يلي بعض الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مع بعض الدول مثل اليابان وتايوان وأستراليا ونيوزيلندا جميعها خطوات مماثلة.
حققت الموسيقى الحية في روسيا نجاحًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، لم يكتف الفنانون الغربيون بإلغاء ظهورهم في الحفلات الموسيقية في روسيا (من بينهم Green Day و Iron Maiden و Franz Ferdinand و Nick Cave).
أعلنت شركة Live Nation، أنها لن تقوم بأعمال تجارية في روسيا بعد الآن. كما ألغى Oxxxymiron، أحد مغني الراب الأكثر شهرة في روسيا، العروض التي نفد بيعها في موسكو كوسيلة للاحتجاج على الغزو.
في عالم بوتين، يمكن أن تكون هذه خطوة خطيرة تقيد المسار الوظيفي. إلى جانب ذلك، انضمت أعمال روسية أخرى إلى الدعوة إلى السلام والضغط من أجل التغيير.
سحب أغاني تشايكوفسكي
وفي هذا السياق، سحبت أوركسترا زغرب الفيلهارمونية مقطوعتين موسيقيتين للمؤلف الروسي الشهير تشايكوفسكي من حفلة يوم الجمعة الماضي تضامناً مع أوكرانيا بعد الهجوم الروسي على أراضيها.
وقالت الفرقة عبر موقعها الإلكتروني: “بسبب الوضع الجديد في أوكرانيا الذي يؤثر على العالم بأسره ويثير قلقاً مرعباً، تعرب أوركسترا زغرب الفيلهارمونية عن تضامنها مع الشعب الأوكراني وتغيّر برنامج حفلها الليلة”.
ومن بين مؤلفات تشايكوفسكي الموسيقية الثلاث التي كان من المقرر عزفها في قاعة فاتروسلاف ليسينسكي، بقيت فقط مقطوعة واحدة على الكمان ضمن البرنامج، في حين استُبدلت المقطوعتان الموسيقيتان الأخريان بعملين للودفيغ فان بيتهوفن وصامويل باربر.
وقال مدير الأوركسترا ميركو بوخ لصحيفة Jutarnji List الإلكترونية:”أجرينا تدريبات اتّسمت بكآبة كبيرة”، مضيفاً “لدينا زملاء كثر من أوكرانيا وكانوا مستائين للغاية، وشعرنا جميعاً بالسوء لذلك غيّرنا برنامج الحفل الموسيقي، نحن فنانون، ولا يمكننا أن نحارب إلا عبر الموسيقى”.
تأجيل مسرحية في زغرب
وفي غضون ذلك، أعلن المسرح الوطني الكرواتي في زغرب عن تأجيل حفل 6 مارس بعنوان “سرينادة روسية”.
وفي لندن، أعلنت دار الأوبرا الملكية الجمعة، عن إلغاء موسم من عروض فرقة باليه بولشوي الشهيرة في موسكو. وقالت في بيان، إن موسم باليه بولشوي الصيفي المرتقب في دار الأوبرا الملكية كان في مراحل تنظيمه النهائية، لسوء الحظ، في ظل الظروف الحالية، لا يمكن المضي قدماً به.
إيقاف مشاركة مايسترو روسي في نيويورك
كما تم توقيف المايسترو الروسي الشهير فاليري غيرغييف، وهو رئيس مسرح مارينسكي في سانت بطرسبرغ والمعروف بعلاقاته المقربة من الكرملين، فجأة الخميس من المشاركة في حفلات موسيقية كان من المقرر أن يقودها مع أوركسترا فيينا الموسيقية في قاعة كارنيغيفي بنيويورك.
وفي ألمانيا، طُلب من قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغييف أن يصدر موقفا علنيا ضد العمليات العسكرية التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا وإلّا سيواجه خطر فقدان عمله المستمر منذ 2015 كقائد رئيسي لأوركسترا ميونيخ الموسيقية.
وقال رئيس بلدية المدينة الواقعة في مقاطعة بافاريا ديتر ريتر في بيان “طلبت من فاليري غيرغييف أن ينجى بنفسه بصورة واضحة وقاطعة عن الحرب الوحشية التي يشنها بوتين ضد أوكرانيا والتي وصلت إلى مدينتنا الشريكة كييف”.
كما طلبت دار أوبرا “سكالا” في ميلانو الخميس من غيرغييف الذي أخرج العرض الأول لمسرحية “ملكة البستوني” لتشايكوفسكي الأربعاء في الدار الإيطالية العريقة، توضيح موقفه من الهجوم على أوكرانيا تحت طائلة إقصائه عن العروض المقبلة للمسرحية المقررة بين 5 و13 مارس.
منع مشاركة روسيا في “يوروفيجن 2022”
في سياق متصل، أعلن اتحاد البث الأوروبي عدم السماح لروسيا بالمشاركة في نسخة العام الحالي من مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” الشهيرة.
وقال الاتحاد في بيان يوم الجمعة، إنه بالنظر إلى الأزمة غير المسبوقة في أوكرانيا، فإن إدراج مشاركة روسيا من شأنه أن يؤدي إلى تشويه سمعة المسابقة.
وأضاف الاتحاد في تغريدة على “تويتر” أنه يُعتبَر منظمة غير سياسية تتألف من شبكات بث ملتزمة بدعم قيم الخدمة العمومية. واضاف أن الاعضاء سيظلون ملتزمين بحماية قيم المسابقة الثقافية التي تعزز التبادل والتفاهم الدوليين، وتجمع بين الجماهير، وتحتفي بالتنوع من خلال الموسيقى، وتوحد أوروبا على مسرح واحد.
وتعقد الجولة النهائية من نسخة العام الجاري من المسابقة في مدينة تورينو الإيطالية في 14 مايو المقبل.
ولم تكن روسيا قد أعلنت بعد عن من سيمثلها في المسابقة التي يتابعها الملايين سنوياً. ومن المفترض أن يمثل أوكرانيا “أوركسترا كالوش” التي وصفها المنظمون بأنها “فرقة هيب هوب مولعة بموسيقى الفولك” الشعبية.